قصر وضريح تاج محل Taj Mahal إحدى عجائب الدنيا السبع الحديثة وأحد المعالم الأثرية الأكثر شهرة في العالم، تم بناءه من قبل إمبراطور المغول شاه جاهان Shah Jahan عام 1632، وهو عبارة عن مجمع ضخم وضريح لإيواء رفات زوجته. تم بناء هذا المجمع الشهير على مدار 20 عاماً على الضفة الجنوبية لنهر يامونا Yamuna River في أغرا Agra بالهند، وهو أحد أبرز نماذج العمارة المغولية التي مزجت بين فن العمارة الهندي والفارسي والإسلامي. صُنف تاج محل ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 1983.
شاه جاهان Shah Jahan
وُلد الإمبرطور شاه جاهان في عام 1592، وكان جاهان عضواً في أسرة المغول التي حكمت معظم شمال الهند، منذ أوائل القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر. بعد وفاة والده الملك جهانكير Jahangir في عام 1627، وبعد صراع شاه جاهان على السُلطة مع أشقائه، خرج شاه جهان منتصراً وتوج إمبراطوراً في أغرا عام 1628.
وحينما كان شاه جاهان يتجوّل مع مجموعة من الحراس عام 1607، رأى السيدة أرجمان بانو بيغوم Arjumand Banu Begum، المعروفة باسم ممتاز محل Mumtaz Mahal، وهي ابنة أحد النُبلاء الفارسيين، وُلدت عام 1593، وكانت أميرة حسناء، وعندما رآها شاه جهان وقع في حبها، فقام بخطبتها عام 1607، وتزوجا رسمياً بعد خمس سنوات عام 1612، لتبدأ قصة من أكثر قصص الحب شعبية في العالم.
ضريح تاج محل
في عام 1631، توفيت الأميرة ممتاز محل بعد ولادة طفلهما الرابع عشر “جوهرا”، حزن شاه جاهان حزناً كبيراً على فراق زوجته، واعتزل الحياة لمدة عام كامل، ثم أمر ببناء ضريح ضخم لزوجته عبر نهر يامونا من قصره الملكي في أغرا، تكريماً لها وتخليداً لقصة الحب والوفاء، وليكون نصباً تذكارياً رمزياً للحب والوفاء، وأعطى للقصر اسم تاج محل تخليداً لاسم زوجته.
قام أورنجزيب Aurangzeb (الابن الثالث لشاه جهان وممتاز محل) بالانقلاب على والده في عام 1658 واستولى على الحُكم. وعاش شاه جاهان السنوات الأخيرة من حياته رهن الإقامة الجبرية في أحد أبراج القلعة الحمراء في أغرا، مع إطلالة على الضريح المهيب الذي بناه لزوجته، حتى توفي شاه جاهان عام 1666، ودُفن في ضريح بجانب ضريح زوجته ممتاز محل.
“إن النظر إلى هذا القصر يترك بين ثناي قلبي شعوراً بالحزن، لقد شُيد هذا الصرح في هذا العالم ليكشف عن جلال الخالق وقدرته”
شاه جاهان
تصميم وبناء تاج محل
بدأ بناء القصر في عام 1632 واستمرت عملية البناء لمدة عقدين. من المحتمل أن يكون المهندس المعماري الرئيسي للقصر هو أحمد لاهوري Ahmad Lahouri، وهو من أصل هندي أفريقي، ونُسب إليه فيما بعد تصميم القلعة الحمراء في دلهي.
تم جلب أكثر من 20 ألف عامل من الهند وبلاد فارس وأوروبا والإمبراطورية العثمانية، لبناء المجمع، إضافة إلى نحو 1000 من الأفيال لنقل المعدات، وتم بناء القصر من الرخام الأبيض (المرمر) المرصع بالأحجار الكريمة (بما في ذلك اليشم والكريستال واللازورد والجمشت والفيروز) لتشكيل تصميمات معقدة على طراز تقنية معمارية تُعرف باسم بيترا دورا Pietra Dura.
يقع الضريح في منتصف ارتفاع عريض بطول 23 قدماً (7 أمتار)، وهو من الرخام الأبيض الذي يعكس درجات اللون وفقاً لشدة ضوء الشمس أو ضوء القمر، حيث يتوهج عند إطلالة الشمس فجراً ويتألق في المغيب، ويأخذ شكلاً مربعاً، لكل واجهة قوس مركزي عريض يصل ارتفاعه إلى 108 قدم (33 متر). ويصل ارتفاع القبة المركزية إلى 240 قدماً (73 متر) وتحيط به أربع قبب أصغر، نُصبت أربعة أبراج رفيعة أو مآذن عند الزوايا الأربع، من وحي الهندسة المعمارية الإسلامية، وقد صممت القبة الرئيسية بشكل فيزيائي يجعل الصوت داخل القبة يتردد بصدى خمس مرات.
يضم مجمع تاج محل بوابة رئيسية بنيت من الحجر الرملي الأحمر، وحديقة مربعة مقسمة إلى أرباع من مسابح المياة الطويلة، وكذلك مسجد من الحجر الرملي الأحمر. وداخل الضريح، توجد غرفة رخامية ثُمانية الشكل مزينة بنقوش وأحجار كريمة، حيث يوجد تابوت ممتاز محل وشاه جاهان على مستوى الحديقة. وصُممت الحديقة على الطراز المغولي الكلاسيكي، مربعة الشكل ومحاطة بالينابيع المائية ومسارات المشي والنوافير والأشجار، حيث توفر الحديقة إطلالة مميزة للضريح، ليمكن رؤية انعكاس القصر على سطح المياة في الحديقة المركزية.
بعد انهيار حُكم المغول، عانى قصر تاج محل من الإهمال خلال القرنين التاليين لوفاة شاه جاهان. وفي نهاية القرن التاسع عشر، أمر اللورد كرزون Lord Curzon، نائب الملك البريطاني في الهند، بإعادة ترميم مجمع الضريح للحفاظ على التراث الفني والثقافي للهند. ويُعد قصر وضريح تاج محل من أهم المعالم الأثرية التي تجذب ملايين السياح من حول العالم سنوياً، وأكثر أيام الذروة السياحية لتاج محل هي الأشهر الباردة في الهند، مثل: أكتوبر، ونوفمبر، وفبراير.
العنوان: Dharmapuri, Forest Colony, Tajganj, Agra, Uttar Pradesh, India
الموقع الإلكتروني: www.tajmahal.gov.in