تمثال أبو الهول العظيم Sphinx

أبو الهول Sphinx

تمثال أبو الهول Sphinx في الجيزة تمثال فرعوني لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان، ويعتبر أكبر وأقدم التماثيل والمنحوتات المشيدة في العالم، حيث تعتبر التماثيل المنحوتة الضخمة واحدة من السمات المميزة للحضارة المصرية القديمة. يقع تمثال أبو الهول فوق هضبة الجيزة أمام أهرامات الجيزة المصرية مباشرة، بجوار معبد وادي خفرع مباشرة من الجزء السفلي من الطريق الصاعد المؤدي إلى الأهرامات. وقد أطلق على تمثال أبو الهول اسم سفينكس Sphinx في العصور اليونانية القديمة إشارة إلى Sphinx الوحش الأسطوري اليوناني الذي تم تصويره برأس إنسان وجسد حيوانات أو طيور.

تصميم وبناء تمثال أبو الهول

تم تشييد تمثال أبو الهول في الجيزة أمام الأهرامات المصرية من خلال تقنية النحت من صخرة كبيرة في المنطقة نفسها في عصر الأسرة الرابعة (2613 – 2494 ق.م) فكان أول تمثال مصري ضخم تم تشييده في العالم. يرمز رأس تمثال أبو الهول إلى الملك ويرمز جسد الأسد إلى القوة. يبلغ طول أبو الهول 73.5 متراً وعرضه 19 متراً وارتفاعه 20 متراً. شُيد التمثال من الحجر الجيري، وكان مغطى بطبقة من الجص وكان الرأس ملوناً ومزيناً بغطاء ملكي، حيث لاتزال آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذن التمثال.

تُشير بعض الدلائل إلى أن أبو الهول هو تمثال للملك خفرع Khafra صاحب ثاني أهرامات الجيزة، نظراً لأوجه الشبه بين ملامح وجه أبو الهول وتماثيل الملك خفرع، وللإعتقاد بأن التمثال قد بني في عهد الأسرة الحاكمة الرابعة التي ينتمي إليها الملك خفرع، في حين تشير بعض الدلائل إلى أن أبو الهول قد تم بناؤه في 2500 ق.م تقريباً، أي قبل عهد الملك خفرع. ومازال تاريخ بناء أبو الهول محل نقاش، حيث لا يظهر تمثال أبو الهول في أي نقش معروف يصف بنائه أو الغرض من بناءه.

تمثال أبو الهول Sphinx
تمثال أبو الهول Sphinx

اكتشاف أبو الهول

في وقت غير معروف بدقة، دفنت الرياح والرمال أكتاف تمثال أبو الهول، حتى قام تحتمس الرابع في عام 1400 ق.م، بأول محاولة للتنقيب حول التمثال، وقام بتشييد حجر جرانيت يُعرف باسم لوحة أبي الهول، منقوش عليها المقتطف التالي:

“وصل الابن الملكي، تحوتمس، وهو يمشي في منتصف النهار ويجلس تحت ظل هذا الإله العظيم، غلبه النوم ونام في نفس اللحظة التي كان فيها رع في القمة. ووجد أن جلالة هذا الإله الجليل تحدث إليه بفمه، كما يتحدث الأب لابنه قائلاً: انظر إليّ، تأملني يا ابني تحوتمس؛ أنا والدك، هرماخيس – خوبري – رع – توم؛ أنا أمنحك السيادة على نطاقي، السيادة على الحياة… انظر إلى حالتي الفعلية التي قد تحمي بها جميع أطرافي المثالية. غطاني رمال الصحراء التي وضعت عليها. أنقذني، تسبب في إعدام كل ما في قلبي.”

اقتباس عن لوحة أبو الهول – تحتمس الرابع

يفسر تكون الحجر الجيري (نيموليت) في منطقة هضبة الأهرامات من طبقات ذات خصائص مقاومة مختلفة لعوامل التعرية الطبيعية والرياح، التآكل غير المتكافئ في جسم أبو الهول، حيث يتكون الجزء السفلي من التمثال بما في ذلك الساقين، من طبقة صلبة، بينما يتكون باقي جسم التمثال حتى الرقبة من طبقات أكثر ليونة تعرضت لتفكك كبير، وكانت منطقة الرأس الأصعب بكثير. ومن المعروف اكتشاف عدد من الأعمدة المسدودة داخل وأسفل جسم أبو الهول، على الأرجح حفرها لصوص الكنوز قبل عام 1925، وكان هناك فجوة كبيرة مماثلة لتلك الموجودة في الجزء العلوي من رأس التمثال، يُعتقد أنها كانت نقطة تثبيت لتاج أو غطاء رأس منحوت تمت إضافته خلال فترة المملكة المصرية الحديثة.

ترميم تمثال أبو الهول باستخدام الفوتوشوب
ترميم تمثال أبو الهول باستخدام الفوتوشوب

وفي عام 1817، كشف أول تنقيب في العصر الحديث عن صدر أبو الهول بالكامل، تحت إشراف الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيجليا. وفي عام 1887، تم الكشف عن درج أبو الهول، وأخذ قياسات دقيقة، فكان الارتفاع من أسفل الدرج مائة قدم، والمسافة بين الكفوف بطول 35 قدماً وبعرض 10 أقدام، وتم اكتشاف آثار مذبح وشاهدة تحتمس الرابع.

وفي عام 1926 سقط جزء من غطاء رأس أبو الهول وحدث شرخ في رقبة التمثال، حتى قام مهندسو الحكومة المصرية بترميم رأس التمثال في عام 1931 باستخدام طوق خرساني بين غطاء الرأس والرقبة، وإجراء ترميمات للقاعدة الحجرية والجسم الصخري في عام 1980.

شاهد أيضاً:
عجائب الدنيا السبع: الأهرامات المصرية.
كيف تم بناء الأهرامات المصرية.
تعليقات

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط Cookies لتحسين تجربة الاستخدام. قبول سياسة الاستخدام والخصوصية