يعود تاريخ مدينة شالة الأثرية إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتُعد من أهم المواقع الأثرية في مدينة الرباط. تضم مدينة شالة الأثرية قلعة تم بناؤها على تل مرتفع، وتتميز بالفنون المعمارية والنقوش الجدرانية، وساحة كبيرة، ومعبداً، ومقبرة إسلامية محصنة من القرون الوسطى، وحمامات قديمة تتميز بقبة نصف دائرية وتضم أربع قاعات: قاعة تبديل الملابس، وحمام دافئ، وحمام بارد، وحمام ساخن. عند وصولك إلى موقع مدينة شالة ستلاحظ أعداداً كبيرة من الطيور وخاصة طيور اللقلق، نظراً لطبيعة الموقع المميز بالأنقاض والأشجار التي توفر بيئة مناسبة لتعشيش الطيور. وتُعد مدينة شالة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
تاريخ مدينة شالة
تُشير أقدم الأدلة المكتشفة إلى أن الفينيقيين أنشأوا مركزاً تجارياً في مدينة شالة في الألفية الأولى قبل الميلاد. قبل أن تصبح موقعاً للمستعمرة الرومانية التي عرفت باسم سالا كولونيا Sala Colonia. تم التخلي عن المدينة في القرن الخامس. وكان معظم المدينة في حالة خراب عندما وصل العرب المسلمون في القرن السابع. بعد أن استسلم الحاكم البيزنطي للمنطقة، الكونت جوليان سبتة، لعقبة بن نافع في عام 683. وفي أواخر القرن الثالث عشر، بدأ استخدام الموقع كمقبرة للسلالة المرينية.
المقبرة المرينية في مدينة شالة الأثرية
توجد معظم المباني المرينية بداخل مدينة شالة ضمن مجمع ديني في الجزء الجنوبي الشرقي من السياج. ويوجد خارج هذا المجمع الديني حمام تقليدي، ومجمع سكني. يضم المجمع الديني مسجداً، ومدرسة، ومقبرة بها أضرحة، والعديد من الأفنية. ويُلاحظ أن تصميم المقبرة غير منتظم بسبب إضافة مكونات على فترات مختلفة. ويوجد بجانب المقبرة بركة تأتي مياهها من نبع يُسمى عين الجنة.
الجدران والبوابة الرئيسية في مدينة شالة الأثرية
تضم الجدران المحيطة بمدينة شالة ثلاث بوابات تتخللها أبراج دفاعية. تقع البوابة الأكثر شهرة في الجزء الشمالي الغربي من السياج، وهي مبنية من الحجارة. وتم تزيين واجهة البوابة بزخارف الأرابيسك المنحوتة. ويحيط بالبوابة برجان. وتحتوي البوابة على ممر منحني بزاوية 90 درجة.
الحمام المريني في مدينة شالة الأثرية
لدى الحمام المريني الإسلامي في مدينة شالة مخطط أرضي مستطيل تقريباً تبلغ أبعاده 28.5×10.4 متراً. وقد بُني فيما بين عام 1339 و 1358. ويشبه الحمام المريني الحمامات التاريخية الأخرى في هذا الجزء من العالم الإسلامي القديم. وتتكون الحمامات من غرفة تغيير الملابس، وغرفة باردة، وغرفة دافئة، وغرفة ساخنة. وتحتوي غرفة أخرى تقع خلف الغرفة الساخنة على الفرن الذي يقوم بتسخين الحمامات والمياه باستخدام نظام الهايبوكوست التقليدي. وتقع غرفة تغيير الملابس على مساحة مربعة يحيط بها رواقان صغيران مستطيلان يفصل بينهما صف من الأقواس المدعمة بأعمدة.