من الشائع أثناء السفر أو عند زيارة مكان تختلف فيه الظروف المناخية والبيئية والعادات الصحية والغذائية، أن يتعرض المسافرون إلى بعض الأعراض المرضية الطفيفة والأمراض المعدية، وكذلك التعرض للإصابة بعدوى الأوبئة العالمية مثل عدوى فيروس كورونا COVID-19 المتفشي عالمياً، إضافة إلى عدوى الملاريا والجدري والحصبة والحمى الصفراء، وغيرهما من الأمراض المعدية.
عادة ما يعمل الجهاز المناعي بشكل طبيعي لمقاومة العدوى والأمراض والفيروسات والميكروبات التي يمكن أن يُصاب بها المسافرون، ولكن من الممكن أن يكون الأمر خطيراً إذا لم تقم بإتباع الإجراءات الوقائية والصحية، وخاصة عند السفر إلى المناطق الموبوئة التى تتزايد فيها مخاطر انتشار عدوى الأمراض الوبائية.
الأعراض المرضية الشائعة أثناء السفر
أعراض الضغط الجوي أثناء السفر عبر الطيران
يتعرض جميع المسافرون عبر الطيران لأعراض تأثير الضغط الجوي ونقص الأكسجين والرطوبة، حيث يتسبب اختلاف تأثير الضغط الجوي داخل الطائرة، بأعراض مرضية طفيفة ومؤقتة، على الأذن الوسطي (الرضح الجوي)، والجيوب الأنفية، والعينين، والجهاز الهضمي، ونبض القلب وضغط الدم. حيث يؤدي ارتفاع وهبوط الطائرة المفاجئ إلى زيادة ضغط وتمدد غازات الدم مع عدم انتظام نبضات القلب.
عادة ما يتعرض جميع المسافرين جواً (الأصحاء أو المرضى) لهذه الأعراض الجوية، ويؤكد الأطباء على إمكانية سفر مرضى ضغط الدم بالطائرة إذا كان هناك استقراراً في معدل ضغط الدم، ومع ذلك، يحتاج مريض الضغط إلى استشارة الطبيب والخضوع للفحوصات الطبية قبل السفر. يمكن أن تساعد إجراءات الرعاية الذاتية مثل التنفس العميق، واستخدام سدادة الأذن أو مضغ العلكة وشرب الكثير من المياة، على التخلص من أعراض الضغط الجوي، وقد تستمر هذه الأعراض لبضعة أيام، ومع ذلك، قد تستلزم بعض الحالات طلب المساعدة الطبية أثناء الرحلة، أو زيارة الطبيب بعد الوصول.
أعراض دوار الحركة أثناء السفر عبر البحر
عادة ما يتعرض المسافرون على متن القوارب والسفن البحرية بدوار الحركة / دوار البحر Sea Sickness، حيث يؤدي إضطراب الأمواج إلى عدم توازن حركة القارب أو السفينة، والنظر إلى حركة أمواج البحر، إلى شعور المسافر بأعراض الدوار (الدوخة)، أو الغثيان. كما يمكن التعرض إلى أعراض دوار الحركة أثناء السفر براً أو عند مشاهدة مشاهد حركية في فيلم ثلاثي الأبعاد.
دوار البحر مشكلة شائعة وعرضية، حيث يبدأ العرض بالزوال مع مرور الوقت، وقد يستمر خلال فترة الرحلة. وللوقاية من دوار البحر يوصي الأطباء، بإبقاء النظر إلى الأمام وتركيز النظر على شئ ما مع الحفاظ على ثبات الرأس والجسد بقدر الإمكان، والجلوس في مكان يتعرض إلى أقل مستوى من الحركة، مثل منتصف السفينة بالقرب من مستوى المياه، وتناول وجبات خفيفة قليلة الدهون، ويُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تعالج دوار الحركة الشديد.
الوقاية من إسهال المسافرين
عند زيارتك لمكان تختلف فيه ظروف الطقس والعادات الغذائية، عن تلك الظروف والعادات التي اعتدت عليها في موطنك، سوف تكون معرضاً بدرجة كبيرة للإصابة بإسهال المسافرين Traveler’s Diarrhea، وهو اضطراب في الجهاز الهضمي يُسبب إسهالاً وشعوراً بتقلصات مؤلمة في البطن، والشعور بالغثيان والصداع، بسبب تغير العادات الغذائية، أو استخدام المياة الغير نقية، أو تناول الطعام غير الصحي، أو التعرض إلى البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
وللوقاية من إسهال المسافرين، وأعراض الجهاز الهضمي أثناء السفر، يُنصح بعدم استخدام المياة المحلية واستخدام المياة المعبأة، وتجنب الخضروات والفواكه غير المطبوخة. إذا تعرضت لإسهال المسافرين، تبدأ هذه الأعراض بعد 12 إلى 72 ساعة من الإصابة، وغالباً لا تُشكل هذه الأعراض خطراً على الصحة، حيث تزول الأعراض دون الحاجة إلى علاج خلال 3 إلى 5 أيام، ولكن يجب زيارة الطبيب في الحلات المرضية الشديدة.
الوقاية من فيروس كورونا COVID-19 أثناء السفر
في مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية، فيروس كورونا المستجد COVID-19 وباءً عالمياً، والذي لم يكن هناك علماً بظهوره قبل ظهور أعراض المرض على عدد من المصابين في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية. ومنذ ذلك الوقت، فرضت الكثير من الدول حظراً على السفر والتجول، كما ألغى الكثير من المسافرين رحلاتهم حول العالم. ومع بدء ظهور اللقاحات ضد فيروس كورونا في نهاية عام 2020، رفعت الكثير من الدول قيود حظر السفر والتجول، مع فرض الإجراءات الطبية والوقائية.
يعتبر مرض فيروس كورونا المستجد مرضاً فيروسياً معدياً وسريع الانتشار، وينتمي إلى عائلة فيروس سارس SARS-CoV (المتلازمة التنفسية الحاده) الذي انتشر في الفترة بين عامي 2002 – 2003. وفي 2012 ظهرت فصيلة أخرى تسمى MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية). يصيب فيروس كورونا المستجد الجهاز التنفسي بشكل خاص، وتنخفض نسبة الوفاة الناتجة عن الإصابة به مقارنة بنظائره. ومن أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد الأكثر شيوعاً، السعال الجاف وضيق التنفس، والحمى والإرهاق، واحتقان ورشح الأنف. ينتشر فيروس كورونا المستجد عن طريق مخالطة شخص مصاب بالعدوى عند العطاس والسعال أو التلامس، أو عن طريق لمس أشياء يتعلق بها الفيروس. وتتراوح فترة حضانة فيروس كورونا المستجد (الفترة ما بين الإصابة بالعدوى إلى بداية ظهور أعراض المرض) ما بين يومين إلى 14 يوماً. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة ثم تبدأ حدتها تدريجياً، وقد يصاب بعض الناس بالعدوى ويتعافون منها دون أن تظهر عليهم أية أعراض، بينما تزداد احتمالية شدة المرض بالنسبة للمسنين والأشخاص المصابين بمشكلات صحية مثل أمراض الرئة وأمراض المناعة وأمراض القلب.
إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد أثناء السفر
- أخذ الاحتياطات الضرورية عند السفر إلى المناطق الموبوئة.
- تجنب السفر عند الشعور بالمرض.
- التزم باستخدام الكمامة الطبية والقفازات، وتأكد من أن الكمامة تغطي الفم والأنف بإحكام، مع تجنب لمسها، والتخلص من الكمامة والقفازات على الفور بعد كل استخدام.
- تجنب لمس العين والأنف والفم، وتجنب الأماكن السياحية المزدحمة، وحافظ على مسافة 1 متر بينك وبين الآخرين.
- لا تنسى أخذ مطهر أو مُعقِم أو بخاخ بنسبة كحول 60% على الأقل أثناء سفرك.
- إذا أحسست بأعراض المرض أثناء السفر، أخبر طاقم العاملين، واتصل بالمكتب الصحي في المنطقة، لتحصل على الرعاية الطبية اللازمة، وأخبرهم عن سجل السفر الخاص بك خلال فترة السفر.
ملاحظات: - استخدم خدمة CDC Covid-19 المطورة لعرض مستوى مخاطر فيروس كورونا المحتملة عالمياً. - استخدم خدمة خريطة كوفيد-19 التفاعلية، لمعرفة مستوى تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع دول العالم.
التوصيات الصادرة عن الخبراء ومنظمة الصحة العالمية للحد من التعرض لمجموعة من الأمراض المعدية ونقلها:
- الحصول على التطعيمات المتوفرة ضد مجموعة الأمراض والفيروسات المعدية.
- الحرص على نظافة اليدين باستمرار، باستخدام مطهر كحولي بنسبة 60% – 80 %. أو بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل قبل وبعد الخروج وقبل الأكل وبعد استخدام دورة المياة وبعد السعال أو العطاس.
- الحرص على ارتداء الكمامة والقفازات عند الخروج، والتأكد من أن الكمامة تغطي الفم والأنف بإحكام، مع تجنب لمسهما، واستبدالهما بعد كل استخدام والتخلص منهما فوراً.
- تجنب لمس الفم والعين والأنف والأذن.
- تجنب اللمس المباشر لمقابض الأبواب، وماكينات الصرافة، وأزرار الأسانسير، والطاولات، وغيرها من الأشياء التي يتصل بها المصابون مباشرة.
- تجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالحمى أو السعال، أو التلامس مع الأشخاص بشكل عام.
- أخذ الحذر والاحتياطات اللازمة عند زيارة الأسواق ومناطق الزحام.
- الحذر عند التعامل مع الحيوانات البرية، التي يمكن أن تنقل العدوى مثل الكلاب والقطط والقرود والطيور.
- تجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيداً. والتعامل مع اللحوم النيئة أو الحليب الخام أو النباتات بعناية تامة لتجنب الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية.
- احرص على تغطية الفم والأنف بمرفقك أو بمنديل ورقي عند السعال والعطاس، وتخلص من المنديل بعد ذلك فوراً ثم قم بغسل يديك.
- عدم مشاركة الغير فى الأدوات الخاصة مثل فرشاة الأسنان والمناشف وشفرات الحلاقة، والمناديل.
- يُنصح بشراء وثيقة تأمين السفر الطبي، قبل السفر لتغطية تكاليف العلاج عند التعرض إلى المرض.
- كن على اطلاع دائم بالتحديثات الصحية العالمية، لمعرفة الأحداث الصحية الجارية، واتخاذ إجراءات وقرارات السفر بناءً على تلك التحديثات.
ملاحظات: يوفر مركز الإسعاف الجوي الدولي، مجموعة واسعة من الخدمات الطبية وخدمات الطوارئ للمسافرين في جميع أنحاء العالم.